السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كنا نتجاذب أطراف الحديث ، فتنوعت بنا المواضيع حتى انتهينا لنصيحة قدمتها لي .
قالت زميلة العمل : لماذا لا تفعلين مثلي ؟
قلت : وماذا تفعلين ؟
قالت : أستقطع كل شهر من راتبي مبلغا زهيدا ، وأصرفه إلى فئة " العشرين فلس " ، ثم أضع تلك العشرينات في علبة خاصة ، وبجانبها حصالة للصدقات تلك التي توزعها اللجان الخيرية، وكل يوم عندما أستيقظ أدفع " دفعة بلاء " بوضع عشرين فلسا في الحصالة ، ثم أمضي إلى متابعة يومي وأنا مطمئنة إلى أن الله سيحفظني ..
فابتسمتُ لها وقلت : تقبّل الله منك ، وجزاك الله خيرا على النصيحة .
وأضمرتُ في نفسي أنها لن تسبقني ، فإن كانت تتصدق صباحا فسأتصدق صباحا ومساء ، وكلما شعرتُ أنني أخطأت سأقوم إلى علبتي تلك لأضع فيها ما قُدِّر راجية الله سبحانه أن يغفر ويرحم ويتقبّل ..
ثم أخذتُ أفكر ، وبدأ مخزون الذاكرة يتدافع ، ليقدّم لي كل المعاني الإيمانية السامية التي يسّر الله لي معرفتها : تنوعت الطاعات التي فرضها الله علينا ، واختلفت الأعمال الصالحة التي حبّبنا الله فيها ، فلم كان هذا الاختلاف والتنوّع ؟!
ربما كان أحد الأسباب أن تجد كل نفس الوسيلة التي تناسبها في التقرّب إلى الله ويسهل عليها إيجاد تلك الصلة بينها وبينه سبحانه وتعالى
0 قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ :
" أحبّ الأعمال إلى الله تعالى أدومها وإن قلّ " ..
فقليل دائم خير من كثير منقطع .
0 وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربه : إن الله تعالى قال :
" من عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب ، وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضته عليه ، وما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبّه ، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به ، وبصره الذي يبصر به ، ويده التي يبطش بها ، ورجله التي يمشي بها ، ولئن سألني لأعطينه ، ولئن استعاذني لأعيذنه "
هل مثل حبّ الله حب .. ؟!
فأي حبّ هذا الذي إن أحبّك صاحبَه منحك القوّة ، وحفظك وحماك ممن ومما يضرّك ..!
ومن هذا الذي يجيبك عند كل سؤال ، ويعيذك من كل شر .. !
ولو نظرنا إلى ثمن هذا الحبّ لرأيناه بسيطا زهيدا مقارنة بمميزاته ..
ثمنه : النوافل ، وما أكثرها !
ذكر الله ، وقراءة القرآن ، والصدقة ، والقيام ، والتهجد ، والإحسان إلى الجار وإلى ذي القربى ، وإكرام الضيف ، والأخوة ، وغيرها ..
0 ومما خطر ببالي أيضا قصة الثلاثة الذين حبسوا في الكهف غير قادرين على تحريك تلك الصخرة التي سدّت عليهم المنفذ ، فأخذوا يدعون الله ويتقربّون إليه بأعمالهم الصالحة علّه ينفس كربهم وكان لهم ما أرادوا !
والآن ،،
هل بينك وبين الله صلة ..؟
والصلة التي أقصدها هي اتخاذك عملا صالحا تداوم عليه دون أن يعلم بك أحد فهو العهد الذي بينك وبين الله سبحانه ..
إن كان جوابك : نعم ،، فهنيئا لك
وإن كان جوابك : لا ،، فسارع لبناء تلك الصلة .
والله الموفّق
قلم متأمل
كنا نتجاذب أطراف الحديث ، فتنوعت بنا المواضيع حتى انتهينا لنصيحة قدمتها لي .
قالت زميلة العمل : لماذا لا تفعلين مثلي ؟
قلت : وماذا تفعلين ؟
قالت : أستقطع كل شهر من راتبي مبلغا زهيدا ، وأصرفه إلى فئة " العشرين فلس " ، ثم أضع تلك العشرينات في علبة خاصة ، وبجانبها حصالة للصدقات تلك التي توزعها اللجان الخيرية، وكل يوم عندما أستيقظ أدفع " دفعة بلاء " بوضع عشرين فلسا في الحصالة ، ثم أمضي إلى متابعة يومي وأنا مطمئنة إلى أن الله سيحفظني ..
فابتسمتُ لها وقلت : تقبّل الله منك ، وجزاك الله خيرا على النصيحة .
وأضمرتُ في نفسي أنها لن تسبقني ، فإن كانت تتصدق صباحا فسأتصدق صباحا ومساء ، وكلما شعرتُ أنني أخطأت سأقوم إلى علبتي تلك لأضع فيها ما قُدِّر راجية الله سبحانه أن يغفر ويرحم ويتقبّل ..
ثم أخذتُ أفكر ، وبدأ مخزون الذاكرة يتدافع ، ليقدّم لي كل المعاني الإيمانية السامية التي يسّر الله لي معرفتها : تنوعت الطاعات التي فرضها الله علينا ، واختلفت الأعمال الصالحة التي حبّبنا الله فيها ، فلم كان هذا الاختلاف والتنوّع ؟!
ربما كان أحد الأسباب أن تجد كل نفس الوسيلة التي تناسبها في التقرّب إلى الله ويسهل عليها إيجاد تلك الصلة بينها وبينه سبحانه وتعالى
0 قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ :
" أحبّ الأعمال إلى الله تعالى أدومها وإن قلّ " ..
فقليل دائم خير من كثير منقطع .
0 وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربه : إن الله تعالى قال :
" من عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب ، وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضته عليه ، وما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبّه ، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به ، وبصره الذي يبصر به ، ويده التي يبطش بها ، ورجله التي يمشي بها ، ولئن سألني لأعطينه ، ولئن استعاذني لأعيذنه "
هل مثل حبّ الله حب .. ؟!
فأي حبّ هذا الذي إن أحبّك صاحبَه منحك القوّة ، وحفظك وحماك ممن ومما يضرّك ..!
ومن هذا الذي يجيبك عند كل سؤال ، ويعيذك من كل شر .. !
ولو نظرنا إلى ثمن هذا الحبّ لرأيناه بسيطا زهيدا مقارنة بمميزاته ..
ثمنه : النوافل ، وما أكثرها !
ذكر الله ، وقراءة القرآن ، والصدقة ، والقيام ، والتهجد ، والإحسان إلى الجار وإلى ذي القربى ، وإكرام الضيف ، والأخوة ، وغيرها ..
0 ومما خطر ببالي أيضا قصة الثلاثة الذين حبسوا في الكهف غير قادرين على تحريك تلك الصخرة التي سدّت عليهم المنفذ ، فأخذوا يدعون الله ويتقربّون إليه بأعمالهم الصالحة علّه ينفس كربهم وكان لهم ما أرادوا !
والآن ،،
هل بينك وبين الله صلة ..؟
والصلة التي أقصدها هي اتخاذك عملا صالحا تداوم عليه دون أن يعلم بك أحد فهو العهد الذي بينك وبين الله سبحانه ..
إن كان جوابك : نعم ،، فهنيئا لك
وإن كان جوابك : لا ،، فسارع لبناء تلك الصلة .
والله الموفّق
قلم متأمل