عشبة ملك المر كما يوحي الإسم بأنها الأكثر مرارة بين أفراد المملكة النباتية، وقد توجت لكي تكون الملك بين أقرانه من النباتات المرة، وأسمها العلمي Andrographis paniculata. ومن أسمائها الماليزية أيضا Hempedu Bumi or Pokok Cerita. أو النبات شديد المرارة.
ونبات ملك المر مستوطن في مناطق شرق آسيا مثل إندونيسيا، وماليزيا، وتايلاند، والصين، والهند، وسيريلانكا، والباكستان، وهو يستخدم لقرون عدة في تلك البلدان لعلاج الكثير من الأمراض.
وحديثا فقد تبين أهمية هذا النبات القصوي في علاج الكثير من الأمراض السارية الحديثة مثل الالتهاب الكبدي الوبائي بأنواعه، وكذلك مرض الإيدز، وتلك الأمراض الناجمة عن خلل في عمل الجهاز المناعي للجسم، وللوقاية من الفيروسات المختلفة التي قد تصيب الإنسان.
وصف النبات.
هو عشبة موسمية تنمو إلي ارتفاع يقارب من 60 إلي 100 سم، والأوراق شديدة الخضرة، بيضاوية الشكل يتراوح طولها ما بين 2 إلي 4 سم، والنبات يتفرع بغزارة، ويعطي البذور في كبسولات بيضاوية الشكل يصل طولها إلي 4 سم، وتنتشر علي طول الأفرع، وتلك الكبسولات يتراوح لونها ما بين الأصفر والبني في الشكل.
والعشبة كثيرا ما توجد في الأراضي المهملة وحول المستنقعات، وتنمو بريا في تلك الأنحاء، وهي تحب التربة المكونة من الطين والرمل والقش معا. وهي تتكاثر إما عن طريق عقل الأغصان، أو بواسطة البذور، حيث تنمو البذور في المشتل لمدة 30 يوما، ثم تنقل بعدها إلى الأراضي المكشوفة لكي تتكاثر هناك، وينمو النمو الخضري للأوراق بكثرة في خلال شهرين من بدأ الزراعة، وتستخدم العشبة كلها في الأغراض الطبية.
استعمالات عشبة ملك المر في النواحي الطبية.
ملك المر هو عشبة مسكنة للآلام المختلفة، وملين للبطن، وطارد للبلغم، ومهضم للطعام، وفاتح للشهية، ومخفض للحرارة، كما أنها علاج مفيد لمرضي السكر، وطارد للديدان، ومضاد لالتهاب الشعب الهوائية، وعلاج للجذام، والحكة الجلدية، وانتفاخ البطن، والنزلات المعوية، وحالات الدوسنتاريا، وعلاج الإصابة بالديدان المعوية والليمفاوية، ولأمراض الجلد مثل الحروق والجروح، والتقرحات، كما أنها مفيدة في علاج حالات عضة الثعبان، كما أنها علاج لكثير من الأمراض النسائية، وارتفاع ضغط الدم. وتستخدم الجذور لهذا النبات كطارد للديدان، ومقو عام.
أما اللبخة المصنوعة من الأوراق الطازجة، فإنها تستخدم لعلاج الحكة الجلدية، وأمراض الصداف (الصدفية) وكذلك لسعات الحشرات الطائرة.
والعشبة مفيدة في علاج أزمات الربو، وعلاج ضيق الشرايين التاجية، وأمراض الملاريا، والحميات المختلفة، ونزلات البرد، والأنفلونزا، والتهاب اللوزتين، والأمراض الصدرية.
وعنما يتم تناول الشاي المصنوع من عشبة ملك المر، مع عشبة شارب القط Orthosiphon Stamineus فإنهما مفيدان معا في علاج مرض السكر.
وعند تناول الجرعات العالية من العشبة فإن ذلك يمكن أن يؤدي إلي السهاد أو قلة النوم، وربما قد يؤدي إلي نوع من الدوخة، أو الغثيان، مع فقدان للشهية.
الأهمية العلاجية لعشبة ملك المر.
تعتبر عشبة ملك المر مضاد لكثير من أنواع البكتريا، والفيروسات، والطفيليات، والفطريات، التي قد تصيب الإنسان أو الحيوان.
كما أنها مخفضة لضغط الدم المرتفع، وضد تجلط الدم والصفائح الدموية، ولذلك فهي تمنع حدوث الجلطات في الأوعية الدموية، وهي مفيدة ضد حدوث الذبحة الصدرية، وأمراض القلب عموما.
كما أن العشبة مفيدة في علاج ما بعد تفتيت حصوات الكلي بالموجات التصادمية، وهي مفيدة أيضا في الحد من انتشار الخلايا السرطانية، والقضاء علي طفيليات الفلاريا Filaricidal. وأمراض انسداد الأوعية الليمفاوية التي تجري بين طبقات الجلد.
والعشبة معروفة ومتداولة الاستعمال في دساتير الأدوية في كل من الهند، والصين، وهناك تركيبات دوائية عديدة تحتوي علي تلك العشبة ومتوفرة بالأسواق.
والأبحاث التي تمت علي تلك العشبة ما بين أعوام 1980 – 1990م أوضحت أن هناك تطبيقات طبية عديدة وشديدة الأهمية، يمكن أن تجمل فيما يلي:
مثيرة للرحم وقد تؤدي إلي الإجهاض عند وجود الحمل.
يمكن أن تستعمل موضعيا لعلاج بعض الأمراض الجلدية.
مسكن للآلام المختلفة.
مضادة للالتهابات المختلفة، وتقلل من الورم الحاصل نتيجة لتلك الالتهابات، كما تقلل الارتشاح الناجم عن احتقان الشعيرات الدموية تحت الجلد.
مضادة لأنواع البكتريا المختلفة والطفيليات التي يمكن أن تصيب الجسم.
مضادة لارتفاع درجة حرارة الجسم.
مضادة للتجلط داخل الأوعية الدموية.
مضادة للفيروسات، والخلايا السرطانية.
تحمي عضلة القلب من أخطار تجلط الشرايين التاجية.
مدرة للعصارة الصفراوية.
تنظف الدم من الشوائب الضارة العالقة به.
طاردة للبلغم المحتجز في الشعب الهوائية، ومفيدة لمرضي الربو.
تحمي الكبد والقنوات المرارية من الأمراض المختلفة التي يمكن أن تصيب تلك الأعضاء الحيوية الهامة.
يساعد تناول العشبة في خفض نسبة السكر المرتفع في الدم عند مرضى السكر.
تساعد العشبة وتقوي من عمل الجهاز المناعي للجسم، حيث تزيد من أعداد الخلايا البيضاء الأكولة في الدم phagocytosis كما تثبط تكاثر فيروسات الكبد HIV-1 replication. كما تزيد من أعداد، وتحسن من عمل خلايا الدم البيضاء القاتلة للفيروسات من نوع CD4+ and T lymphocyte.
تلين محتويات الجهاز الهضمي، وتسهل خروجها.
تستعمل أيضا كمهدئ ومزيل للتوتر، وتساعد علي الاسترخاء، والنوم المريح، مثلها مثل أعشاب الدرقة، والناردين، وحشيشة الدينار.
ضد التجلط وتحول دون تجمع الصفائح الدموية وبالتالي تحول ضد تكون الجلطات داخل الأوعية الدموية.
لها تأثير مبرد علي الجسم، وطاردة للحرارة منه، مثلما يحدث في حالات الحميات المختلفة، كما أنها تنقي الجسم من السموم التي تتواجد فيه.
المحتويات الكيميائية لعشبة ملك المر.
تحتوي عشبة ملك المر علي كثير من عناصر الفيتوكيميكالز phytochemicals والتي منها الأندروجرافيلويد andrographolide بنسبة 2.39 %، وهو العنصر الهام في النبات حيث يوجد بنسبة عالية في المجموع الخضري للنبات، ولكن تركيزه يقل في بذور هذا النبات، وهو عبارة عن مادة شديدة المرارة.
ويوجد أيضا المواد المرارية الأساسية مثل الداي تربينويدز diterpenoids والتي منها ومركب نيو أندروجرافيوليد neo-andrographolide. ومركب ديوكسي أندروجرافيوليد deoxyandrographolid. وكلها مواد متواجدة في أوراق النبات، كما توجد مواد أخري كثيرة، نذكر منها: لاكتونات الدابترين diterpene lactone والتي تشمل الأندروجرافان andrographan والأندوجرافون andrographon والسجمستيرول stigmasterol.
وتركيز المواد المرارية في النبات يعتمد علي المنطقة التي يزرع فيها، وعلي خواص التربة المحيطة بالنبات، وعلي المواسم السنوية التي تمر علي النبات.
وهذا النبات يفضل المناطق الاستوائية، وشبه الاستوائية حيث الرطوبة المرتفعة والحرارة العالية نسبيا.
وأكثر الأوقات التي قد نجد فيها تركيز عال من المواد الفعالة في النبات هو قبل إزهار النبات.
ولعل الصبغة النباتية التي تحتوي علي المواد الفاعلة والتي تستخرج بمركب الإيثانول الكحولي، هي الأفضل والأكثر شيوعا في الاستعمال الدوائي.
والمركبات الفعالة في عشبة ملك المر هي مركبات تراكمية، وجد بالبحث أن التركيز الدوائي لتلك المواد في أعضاء الجسم المختلفة بعد 48 ساعة من تناول الصبغة متواجد بنسبة 20.9% في المخ، 14.9 % في الطحال، 11.1 % في القلب، 10.9 % في الرئتين، 8.6 % في المستقيم، 7.9 % في الكلي، 5.6 % في الكبد، 5.1 % في الرحم، 3.2 % في الأمعاء.
كما وجد أن الامتصاص والإخراج للمكونات الفعالة في العشب هو سريع نسبيا، لأن 80 % من تلك المكونات يمكن إخراجه في خلال 8 ساعات من وقت تناول خلاصة ملك المر عن طريق الفم، ويتم الإخراج عن طريق الكلي، والأمعاء معا، حتى أنه يمكن التخلص من نسبة 90% من تلك المواد الفاعلة في خلال فترة قدرها 48 ساعة.
ونبات ملك المر يعتبر من أهم منشطات الجهاز المناعي في جسم الإنسان، فهو أقوي في المفعول من نبات الأكنسيا Echinacea والزنك وفيتامين (ج) مجتمعين.
لذا فإن نبات ملك المر يعتبر في غاية الأهمية ضد أمراض السرطان التي قد تهاجم الإنسان وتقضي عليه، حيث أن استعمال تلك العشبة قد يغني مرضي السرطان عن التوجه لأنواع العلاج المكلفة غالية الثمن، والتي هي في نفس الوقت أشد فتكا علي صحة الإنسان، ومنها العلاج الإشعاعي، والعلاج الكيماوي.
وتلك الأنواع من معالجات السرطان، لا تفرق بين الخلايا المريضة والخلايا السليمة في جسم الإنسان، وإنما تقضي عليها جميعا، وإن أكثر الإحصائيات تفاؤلا عن نتيجة تلك الأنواع من العلاج، بأنها السبب بقتل 66 % من مرضي السرطان في خلال 5 أعوام من تاريخ بدأ هذا النوع من العلاج، ناهيك عن تلك العمليات الجراحية الكبرى التي يكون لها صدي نفسي سيئ علي مريض السرطان، وقد تقضي عليه بدلا من أن تفيده، هذا ما ذكر بناء عن دراسة علمية تمت في جامعة هارفرد - Harvard Medical School - للطب بأمريكا.
وقد وجد أن عشبة ملك المر تتركز بشكل كبير في الجهاز العصبي للإنسان، وكذلك في أعضاء الجسم التي تتمتع بسريان أكبر للدم فيها، مثل القولون، والطحال، والقلب والكليتين، والرئتين.
ولعل نبات ملك المر لا يمكث لفترة طويلة داخل الجسم، إذ أن الجرعة العلاجية قد تنخفض إلي النصف بعد ساعتين أثنين من تناولها، لذا يلزم المداومة علي تناول خلاصة العشبة علي فترات متقاربة من الوقت حتى يمكن الحصول علي القدر الأكبر من الاستفادة منها.
أهم استخدامات عشبة ملك المر.
لتقوية الجهاز المناعي للجسم، ومقاومة حدوث الأمراض السرطانية.
في دراسة علمية علي فئران التجارب وجد أن نبات ملك المر له أثر فعال علي تحفيز عمل الجهاز المناعي بالجسم، وزيادة عدد كريات الدم البيضاء الأكولة ضد الأنواع العديدة من البكتريا والفيروسات والعناصر الأخرى الضارة بصحة الإنسان، التي قد تغزو الجسم، كما تعمل علي تقوية قدرات الجسم الدفاعية ضد العناصر الداخلية المسببة للأمراض السرطانية.
وبذلك ربما قد يستفيد الجسم من تناول نبات ملك المر بما قد يغنيه عن التعرض لأنواع العلاج الخطيرة مثل الإشعاع، أو تناول العلاج الكيماوي. لذا فإن نبات ملك المر يستخدم بنجاح في علاج حالات سرطان الدم (اللوكيميا leukemia) وأيضا لعلاج سرطان الجلد (squamous cell carcinoma).
وقد أوضح الباحثون في اليابان أن نبات ملك المر له المقدرة علي الحد من تكاثر ونمو سرطان المعدة.
أيضا تم اختبار قدرة تلك العشبة علي الحد من انتشار سرطان العضلات والأنسجة الضامة والعظام والذي يعرف (بالسركوما sarcoma).
وقد بين الباحثون في – نيويورك - بأمريكا، أن عشبة ملك المر له قدرة علي تخفيف مشاكل سرطان الثدي مثلما يفعل الدواء المخصص لذلك (التوموكسفين tamoxifen) مع الفرق بالطبع في أن العشبة أقل سمية وخطرا من هذا الدواء الخطر، أو من التعرض للإشعاع بقصد العلاج من أمراض السرطان.
وفي عام 1977م. أجريت دراسة علمية ذكرت في جريدة الطب الصيني الدورية، علي نبات ملك المر وأثره العلاجى علي مجموع من مرضي سرطان الجلد عددهم 60 مريضا، وكان من بينهم عدد 41 مرضا قد تغلغل السرطان إلي أجزاء أخري من أجسادهم (metastases). وأن 12 مريضا قد تناولوا خلاصة نبات ملك المر قد تعافوا من المرض.
بينما المرضي الأخرون قد تناولوا مركبات تحتوي علي نبات ملك المر، مع الأدوية الأخرى للسرطان المتعارف عليها، فقد تعاف منهم 37 مريضا، ولم يحدث لديهم انتكاسة للمرض مرة أخري.
وفي عام 1996م. اعتمدت منظمة الصحة والأغذية (FDA) خلاصة عشبة ملك المر كعلاج مأمون لأمراض سرطان الثدي والبروستاتة، وكذلك مرض
(غير هودجكن الليمفاوي - non-Hodgkin's lymphomas). وهذا ما بينه الدكتور – ستيفن هولت – في كتابه (معجزة الأعشاب). حيث أجريت الأبحاث علي مرضي السرطان في معهد حديقة روسيل للعلوم الطبية – في بفلو – بنيويورك – أمريكا، والذي أوضح أن خلاصة نبات ملك المر لها نفس الأثر الفعال علي مقاومة والحد من انتشار سرطان البروستاتة، ولكن دون أخطار أو أضرار علي صحة المريض المصاب، وعلي العكس من ذلك، فإن الدواء التقليدي (cisplatin) الخطر علي صحة المريض العامة، والذي يستخدم لعلاج سرطان البروستاتة، وما له من تبعات سلبية على صحة المريض لا يحمد عقباها
لتقوية عمل الجهاز المناعي ضد الإيدز والفيروسات الأخرى التي قد تغزو الجسم.
الإيدز، هو مرض نقص المناعة المكتسب (Acquired Immune Deficiency Syndrome AIDS) وفيه يصبح المريض فريسة سهلة للنيل منه بواسطة كثير من الأمراض الأخرى التي تجد سبيلا إلي جسم مريض عاجز عن الدفاع عن نفسه، لفقدانه مقومات الدفاع عن النفس، مثل فشل الجهاز المناعي في الجسم الذى يفترض أن يقوم بهذا الأداء.
والإيدز هو مرض مستوطن في أفريقيا، وسببه فيروس ينتقل إلي الإنسان عن طريق الفقريات من الحيوانات، وقد وجد طريقه إلي أمريكا الشمالية، وبدأ في الظهور هناك عام 1981م. وربما يكون الإيدز متواجد هناك منذ عام 1969م. كما يدل تحليل بعض الأنسجة المجمدة من مرضي سبق أن ماتوا بالمرض.
وفيروس الإيدز قد تم التعرف عليه، وتبين أن هناك نوعين من هذا الفيروس
(HIV-1) , (HIV-2) والذي يبدو أن الأخير هو فيروس قد أستقر به المقام في أفريقيا.
وفيروس الإيدز هو فيروس ضعيف، لا يستطيع أن يتكاثر أو أن يحمي نفسه إلا في وجود مصادر من خلايا أخري تعينه علي ذلك، فهو يلتصق بالخلايا الحاضنة مستغلا نوع من البروتين موجود علي سطحه، ثم ما يلبث إلا أن ينفذ إلي داخل الخلايا، حيث يتركز أكثر ما يكون في خلايا المخ، وبعض خلايا الجلد.
كما أن الفيروس يلتصق بخلايا الجهاز الدفاعي المسئول عن حماية الجسم، ويضعف من قوتها ثم يشل حركته، وبالتالي فإن الجسم ينهار ويتهاوى حتى يفقد المريض حياته. ومن تلك الخلايا الداعمة لعمل الجهاز المناعي للجسم، تلك المعروفة بالخلايا المساعدة أو خلايا تي (T) والتي تماثل عمل خلايا الغدة التيموثية، والتي تعتبر هي الهدف الأول للتدمير من قبل فيروس الإيدز. ووظيفة تلك الخلايا من نوع (T) أنها تعطي إشارة للطحال والغدد الليمفاوية في الجسم لكي تزيد من إنتاج المواد الدفاعية التي يمكن أن تقتل تلك الفيروسات المهاجمة، وعند الانتهاء من خطة الدفاع تلك ومهاجمة الفيروسات، فإن تلك الخلايا تعطي إشارات أخري للغدد المتخصصة لوقف عملية إنتاج مزيد من خطوط الدفاع أو انتاج مزيد من المواد الدفاعية.
ولكن لسوء الحظ، فإن فيروس الإيدز يلتصق بجدار تلك الخلايا (T) ويقوم بالتلاعب بمكوناتها الحيوية حتى تصبح خاضعة لعمل الفيروس نفسه، وتسخر لخدمته في إنتاج المزيد من فيروسات الإيدز بدلا من أن تدافع عن الجسم ضده. وفجأة تصبح تلك الخلايا (T) علي غير ذي علاقة بالجهاز المناعي للجسم، بل أن الفيروس هو الذي يحركها ويضلل عملها. وبدون تلك الخلايا فإن الجسم لن يستطيع أن يدافع عن نفسه بعد ذلك، وتسوء حالته تدريجيا حتى يفني.
وعليه فإن من واجب العلماء المهتمين بمحاربة هذا الوباء القاتل أن يجدوا مزيجا أو (كوكتيل) من الأدوية أو الأعشاب التي يمكنها وقف نشاط أنزيم البروتييز الذي يفرزه فيروس الإيدز، والذي يسهل مهمة عمل الفيروس علي جدران الخلايا الدفاعية.
وأمثلة الأدوية المتاحة في الوقت الحاضر والتي تقوم بتثبيط عمل فيروس الإيدز هى:
(Invirase, Norvir, Viracept, and Crixivan) وتلك لا تعمل كلها بنفس النسبة عند اختلاف الأشخاص، كما أنها لا تمتص بكميات كبيرة من الجسم، حيث يلزم علي المريض أن يتناول يوميا حوالي 36 حبة من تلك الأصناف الدوائية، علاوة علي أن تكلفة هذا العلاج قد تصل إلي 16.000 دولار سنويا.
كما أن لتلك الأدوية أعراض جانبية خطيرة مثل الإصابة بمرض السكر، أو ارتفاع ضغط الدم.
كما أن عقار AZT المعروف والذي يقلل من عمل فيروس الإيدز في الجسم، له نواحي استعمال محدودة نظرا لحدوث الكثير من المضاعفات الجانبية له، والتي منها تكون الحصوات في الكلي، وفشل عمل نخاع العظم في أداء وظيفته، وتسمم الكبد والمخ.
لذا فإن العلماء وجب عليهم البحث عن أصناف أخري من العلاج، يمكن أن تحل محل أو تؤدي عمل، أو تكون أكثر أمنا من تلك الأنواع من الأدوية الخطيرة.
فقد وجد كثير من النباتات التي تعمل علي تثبيط عمل إنزيم البروتييز، مثل: فول الصويا، والأرز، والذرة، والفاصوليا، والطماطم، وبعض الخضراوات الأخرى.
كما توجد بعض العناصر الكيميائية الصديقة للصحة العامة، والتي من شأنها قلب موازيين عمل فيروس الإيدز رأسا علي عقب، مثل: الكورستين، والبيوفلافينويدز الموجود في التفاح الأحمر، والبصل الأحمر، وتلك المواد له علاقة بالحد من عمل فيروس الإيدز، وكذلك فيروس شلل الأطفال.
كما أن بعض الأعشاب الطبية لها نفس الأثر علي فيروس الإيدز، فهي تحد منه وتبطل عمله علي الجسم، ومن تلك الأعشاب، فإن نبات (ملك المر) يتصدر القائمة.
ومن الأخبار المثيرة في هذا الصدد، أن الباحثين وجدوا أن نبات ملك المر هو نبات واعد للتدخل في تثبيط عمل فيروس الإيدز لدي المرضي المصابين به، حيث أن هذا النبات يحتوي علي مواد من شأنها إرباك عمل الفيروس، وذلك بأن تدمر كل طرق الاتصال التي يستخدمها للتلاعب بالخلايا التي تدافع عن الجسم.
ومن تلك العناصر الهامة الموجودة في نبات ملك المر هو مركب الأندروجرافوليد
(andrographolide) والذي من شأنه أن يمنع - عملية الفسفرة - وهي من العمليات الحيوية اللازمة لكي يعيش فيروس الإيدز، وبالتالي فإنه يمنع انتقال الفيروس من خلية إلي أخري.
ولعله من المفيد أن نوضح بأن الجمع بين عقار AZTs وخلاصة نبات ملك المر، له أثر فعال في الحد من تكاثر أعداد فيروس الإيدز في الجسم.
العشبة مفيدة في علاج أمراض البرد، والحميات، والالتهابات المختلفة.
تناول مقدار قدره 200 مج في اليوم من خلاصة نبات ملك المر، تعتبر جرعة وقائية للحد من حدوث نزلات البرد، أو تكرار حدوثها.
وخلاصة نبات ملك المر تستخدم بتوسع في علاج الحالات المصاحبة لنزلات البرد والأنفلونزا الحادة، والتي منها رشح الأنف أو انسداده، ووجع الحلق، ووجع الأذنين، والسعال، والصداع، وارتفاع درجة الحرارة، والرعشة ووجع العضلات، كلها قد تزول في اليوم الرابع من تناول العلاج بعشبة ملك المر والتي تحتوي علي نسبة 4 % من الخلاصة الفاعلة في نبات ملك المر، وهي مركب الأندروجرافوليد (andrographolide).
نبات ملك المر يستخدم بتوسع في علاج الحميات المختلفة، والتغلب علي كثير من الآلام التي قد تحيق بالجسم، كما أن العشبة مفيدة في حالات التهاب الجهاز الهضمي.
وجد أن جرعة من خلاصة نبات ملك المر قدرها 300 مج، تساوي في الأثر الدوائي جرعة من الأسبرين قدرها 300 مج من الأسبرين المعتاد في خفض درجة حرارة الجسم. وأن نبات ملك المر خالى من أى مضاعفات قد تذكر مقارنة بالأسبرين.
وعشبة ملك المر لها خواص دوائية لعلاج قرحة المعدة، وإن كانت توازي الثلث بالمقارنة بالدواء المتخصص في علاج قرحة المعدة (cimetidine) إلا أن العشبة تعتبر أكثر أمانا من ذلك الدواء نفسه، فهي تخفض من زيادة إفراز العصير والحمض المعوي، وبالتالي تقلل من تهيج المزيد من الأغشية المبطنة للمعدة.
وعشبة ملك المر قادرة علي خفض مستوي الالتهابات المختلفة التي قد تصيب أعضاء الجسم، وأيضا تقلل من نسبة تضخم الأعضاء المختلفة في الجسم نتيجة رشح السوائل فيما حولها، وذلك بتأثيرها المباشر علي إفرازات الغدة الكظرية أو ما فوق الكلي، والتى تعمل بالتالى علي زيادة مستوي الكورتيزول الطبيعي في تيار الدم، والذي من شأنه السيطرة علي مثل تلك الأنواع من الالتهابات المختلفة.
العشبة تعتبر مضاد قوي لأنواع عدة من البكتريا، والملاريا، والفلاريا.
هناك العديد من أنواع البكتريا المقاومة لعمل الكثير من المضادات الحيوية، والجمع بين نبات ملك المر، والأنواع المحددة للمضادات الحيوية قد يزيد من قدرتها على قتل تلك الأنواع من البكتريا المقاومة.
ومرض الملاريا هو من الأمراض الوبائية المستوطنة فى المناطق الاستوائية وشبه الاستوائية، ومع الصعب السيطرة أو القضاء عليها نظرا لأن الطفيل المسبب للملاريا يبدى مقاومة عنيدة أمام كثير من الأدوية المحددة لهذا المرض خصوصا طفيل (البلازموديوم برجيه Plasmodium berghei).
وقد وجد أن خلاصة نبات ملك المر لها تأثير قوى فى منع تكاثر طفيل الملاريا فى الجسم، ولعل أهم تلك العناصر الموجودة فى نبات ملك الليل هما (نيوأندروجرافيوليد neoandrographolide والديسوكسى أندروجرفولويد deoxandrographolide)
وللوقاية من الإصابة بالملاريا، فإنه يجب تناول جرعات علاجية قبل التعرض للإصابة بالملاريا أو التواجد فى المناطق التى يكثر فيها تواجد البعوض، ولعل الوقاية على هذا النحو تفوق تعاطى دواء الكلوروكين (chloroquine) المضاد للملاريا.
ولعل أهمية نبات ملك المر الوقائية ترجع إلى أنه ينشط عمل إنزيم السوبر أوكسيد ديسميوتيز (superoxide dismutase SOD) والذى يعتبر عنصر هام ومضاد قوى للأكسدة، ويحمى خلايا الكبد من أثر العناصر المؤكسدة فى الجسم مثل الشوارد الحرة.
ولعل أهمية تناول خلاصة نبات ملك المر لعلاج حالات (الفلاريا filaria) أو العدوى بالطفيليات المسببة لما يعرف - بداء الفيل - والذي يحدث فيه انسداد للأوعية الليمفاوية بواسطة تلك الطفيليات السابحة فيها، ومن ثم يحدث تشوه مريع للجلد فى الأماكن المصابة بما يشبه جلد الفيل السميك فى تلك الأماكن.
ونبات ملك المر هو النبات الوحيد الذي يمكن أن يؤثر ويقتل هذا النوع من الطفيليات، ودون أن يؤدى إلى أضرار تذكر فى الجسم.
العشبة مضادة للإسهال وتعالج مشاكل الجهاز الهضمى.
الإصابة بالإسهال هى أحد أهم الأسباب المرضية العشرة التى يمكن أن تقضى على الإنسان فى أنحاء عدة من العالم الثالث، وخصوصا عند تلك الأعمار التى تقل عن الخمس سنوات من العمر.
واستعمال المضادات الحيوية لمثل تلك الحالات يؤدى إلى تكون نوع من المناعة ضد هذه المضادات الحيوية ويقلل من مفعولها جيل من بعد جيل.
وبينما يوجد العديد من الأدوية التى يمكنها الحد من أعراض الإسهال، مثل: الكوالين والبكتين والبزموث، واللوميتيل، والأموديوم، وغيرها كثير. ومنها ما هو سيئ الطعم، أو أن يكون له بعض المضاعفات الجانبية الغير مستحبة، إلا أن تناول الأدوية العشبية قد يكون أقل كلفة وفى متناول يد الجميع من أفراد العالم الثالث، وقد يمنع كارثة محققة من جراء حدوث هذا المرض المميت.
وجد أن خلاصة نبات ملك المر بجرعات قدرها 500 مج يوميا مقسمة إلى 3 جرعات، ولمدة 6 أيام متواصلة من مركب الأندروجرافوليد (andrographolide) مع التروية المناسبة للمريض المصاب، فإن ذلك له تأثير مباشر فى قتل بكتريا الأى كولاى (E. coli) المسبب الأول لحالات الإسهال الشديد، ونسبة النجاح فى ذلك قد تصل إلى 80 %.
والعشبة مفيدة أيضا فى حالات التهاب القولون المزمن، إذا ما تم تناول ما مقداره 60 جرام من نبات ملك المر، مع 30 جرام من نبات الرحمانية (Rehmannia glutinosa) - نبات صينى المنشأ – كمنقوع فى الماء، يؤخذ منه قدر 150 مل كل ليلة، ولمدة 14 يوما، فإن هذا من شأنه أن يعمل على مقاومة الإجهاد، وعلاج حالات الأنيميا المصاحبة، كما أن هذا العلاج مفيد أيضا فى علاج حالات العظام المكسورة.
العشبة مفيدة فى علاج مشاكل الجهاز الدورى الوعائى.
فى عام 1964م. تم تطوير عمليات توسيع شرايين القلب المصابة بالتلف أو السدد، بحيث يتم إدخال نوع من القساطر داخل الشرايين التاجية للقلب، وعلى القرب من رأس هذا القسطر يوجد بالون يستخدم فى توسيع الشرايين التاجية الضيقة التى تغذى عضلة القلب، وبالتالى يعمل على توسيعها لكى يمر الدم إلى عضلة القلب بسهولة.
وفى عام 1967م. توصل جراحي القلب بالعيادات الصحية بكليفلاند Cleveland Clinic – بأمريكا – إلى إيجاد عمليات القلب المفتوح، وتغيير شرايين القلب التالفة، بغيرها من الأوردة السليمة المأخوذة من جسم المريض المصاب بالمرض.
أما اليوم فإن هذا النوع من العمليات أصبح روتين يومي فى جميع المراكز المتخصصة لعلاج القلب ومشاكل الجهاز الوعائي الدوري للدم، حتى أنه في أمريكا، فإن أعداد تلك العمليات فى العام الواحد قد يصل إلى 800.000 حالة كل عام.
وللأسف فإن 30 % من حالات توسيع شرايين القلب ما تلبث إلا أن تعود كما كانت عليه قبل عملية التوسيع وفى مدة وجيزة نسبيا أى خلال 6 أشهر، حتى إن بعض المرضى يلزمهم توسيع دورى لتلك الأوعية الدموية الضيقة لديهم.
وعمليات القلب المفتوح قد تصلح فقط لعدد من المرضى يقدر من 50 إلى 65 % دون غيرهم من المرضى الآخرين المصابون بنفس المرض.
وهنا يأتى دور نبات ملك المر الذى يوسع الأوعية الدموية الضيقة، وقد يذيب بعض من الكلوستيرول المترسب داخل بعض الأوعية الدموية الأخرى، وأيضا فإن تناول نبات ملك المر قد يؤخر من حدوث السدد داخل الشرايين المصابة، وبالتالي يمنع حدوث الجلطات الدموية التى قد تحرم عضلة القلب من تدفق الدم إليها بطريقة دراماتيكية. ولعل أخطر ما يحدث لمريض القلب عند حدوث الجلطة فى أحد الشرايين التاجية أو كلها، هو موت عضلة القلب نتيجة لنقص التروية وقلة الأكسجين الوارد لتلك العضلة بسبب انسداد مجرى الدم الموصل لتلك العضلة، وهنا يكمن الدور الهام لنبات ملك المر، حيث أنه يعمل على إذابة مثل تلك الجلطات الحادثة.
وهذا ما بينته الدراسات التى تمت فى جامعة تونجاى للطب -Tongi Medical University – بالصين، حيث تمت التجربة على حيوانات التجارب، وفيها تم إعطاء خلاصة نبات ملك المر بعد ساعة من حدوث الجلطة فى شرايين القلب، والنتيجة أن ذلك قد قلل من حدوث أضرار جسيمة بعضلة القلب نتيجة لحرمنها من مقومات الحياة.
كما وجد الباحثين بنفس الجامعة أن اضطرابات القراءات فى بيانات - رسم القلب - يمكن تصحيحها بتناول المريض المصاب لخلاصة نبات ملك المر.
وأتضح أيضا أن خلاصة نبات ملك المر من شأنها أن تحول دون تجمع الصفائح الدموية داخل الأوعية المختلفة، وبالتالى تحول دون تكون الجلطات داخل تلك الأوعية.
وللعشبة فوائد أخرى جامة تحول دون حدوث مشاكل أمراض القلب والأوعية الدموية، ومنها أن خلاصة العشبة تخفض من ضغط الدم المرتفع، وأن تلك الخلاصة تضاد عمل هرمون (النورأدرينالين Noradrenaline) الذى يفرز فى الجسم، ويتسبب فى ارتفاع ضغط الدم، وزيادة سرعة ضربات القلب، ويكون مسئول أيضا عن حدوث مرض السكر لبعض المرضى المصابون به.
ودور نبات ملك المر هنا هو أنه يرخى التوتر الحاصل على جدران الشرايين فى الجسم ويوسعها نسبيا، ومن ثم فإن ضغط الدم سوف ينخفض تبعا لذلك، كما تحصل الأعضاء المختلفة على كفايتها من الدم بسهولة ودون عناء.
ضغط الدم المرتفع يتسبب فى قلة تروية الأعضاء الحيوية فى الجسم، وأهمها المخ، وما يتبع ذلك من الدوخة، وطنين الأذن، والصداع، وفقد الذاكرة الجزئي، وظهور حالات الإكتئاب النفسى، وضعف فى القدرات العقلية للفرد المصاب.
ولعل استعمال هذا النبات المعجزة فى حل كثير من مشاكل الإنسان المرضية، وبتكلفة زهيدة فى العلاج يجعل منه طريقة مثلى فى التداوي والبحث عن أسباب الشفاء.
العشبة وأثرها على الخصوبة فى كل من الرجل والمرأة.
لخلاصة نبات ملك المر خصائص واضحة ضد الخصوبة لكلا الجنسين، وأيضا فإنها تسبب الإجهاض للحوامل من النساء، لذا يلزم الحذر.
ففى الهند تستعمل العشبة فى علاج الكثير من الأمراض مثل الإسهال، والحميات المختلفة، ومشاكل الجهاز الهضمي، لذا يلزم تناول خلاصة العشبة لمدد قصيرة من الوقت حتى لا يؤثر استعمالها المتواصل على الخصوبة فى كل من الرجل والمرأة.
وقد وجد فى دراسة علمية أجريت على فئران التجارب، أن تناول العشبة الجافة بمعدل 105 مج لكل كيلو جرام لعدد من ذكور الفئران ولمدة 60 يوما متتالية، قد أسفر عن حدوث توقف فى إنتاج الحيوانات المنوية فى تلك الفئران محل التجربة.
وقد تبين أيضا من تلك التجربة أن نبات ملك المر له خواص مضادة لتكون الحيوانات المنوية، أو أنه مضاد لعمل الهرمونات الأندروجينية (antiandrogenic). لذا يلزم عدم تناول العشبة أثناء فترات الحمل.
كذلك تمت دراسة فى البنجلاديش لخفض نسبة الحمل بين النساء هناك بغرض الحد من التزايد السكاني المربك للنواحي الإجتماعية. وتضمنت تلك الدراسة تناول عشبة نبات ملك المر الجافة ضمن طعام إناث فئران التجارب، بحيث تم إعطاء جرعات مقدارها 2 جرام من العشبة الجافة لكل كيلو جرام من وزن تلك الإناث، ولمدة 6 أسابيع، وكانت النتيجة أنه لم يحدث حالة حمل واحدة بين تلك الإناث التى تناولت نبات ملك المر، علما بأن الذكور المعاشرة لتك الإناث كلها فى حالة خصوبة عالية.
ويعزى الباحثين ذلك إلى أن خلاصة نبات ملك المر ربما يكون لها أثر مباشر على منع التبويض لدى تلك الإناث من الفئران محل الدراسة، وهذا ما يمكن تطبيقه على الإنسان أيضا لذات الغرض.
وفى دراسة علمية أخرى على مزرعة من نسيج المشيمة أوضحت أن تناول مركب
(andrographolide sodium succinate) المشتق من نبات ملك المر له علاقة مباشرة بتثبيط عمل هرمون البروجيسترون progesterone . وهو الهرمون الهام واللازم لاستمرار عملية الحمل. وعلى هذا فإن نبات ملك المر يعتبر دواء واعد بلا مضاعفات أو مشاكل جانبية أو مخاطر تذكر عند اعتماده كوسيلة لمنع الحمل لدى الجنسين.
أثر تناول نبات ملك المر فى حماية الكبد والمرارة.
فى الطب الهندى الإيروفيديا (Ayurvedic medicine) المعتمد هناك لعلاج الكثير من الأمراض، يوجد 26 مستحضرا يحتوى كل منهم على نبات ملك المر بشكل أو بأخر.
وخلاصة نبات ملك المر تعتبر علاج هام ونافع ضد السموم التى تدخل الجسم مثل: الكحول، وتؤدى إلى حدوث أكسدة للدهون المتواجدة بالكبد lipid peroxidation. ومن ثم ظهور أمراض الكبد المختلفة، وحدوث التلف فيه.
كما أن المواد السامة التى تدخل الجسم عمدا أو بدون قصد تعمل على إطلاق وابل من الشوارد الحرة أو ما يعرف (free radicals) والتى بدورها تنشط فى هدم وتدمير جدران خلايا الجسم المختلفة بما فيها الكبد. فإذا ما تم تناول خلاصة نبات ملك المر قبل التعرض لتلك السموم المختلفة، فإن ذلك من شأنه أن يحمى خلايا الكبد وخلايا الجسم الأخرى من الأكسدة. وهذا يعزى إلى أن نبات ملك المر له خصائص مضادة للأكسدة، ويشبه فى عمله ما يقوم به مركب السيلمارين silymarin المستخلص من نبات الشوك المقدس milk thistle والمفيد فى حماية خلايا الكبد من الأنشطة الهدامة لها.
ولنبات ملك المر تأثير منشط لإفراز العصارة الصفراوية من الكبد بما تحويه من أملاح وأحماض مرارية هامة، وتخزينها فى الحويصلة المرارية، ومن ثم تطلق إلى الإثني عشر، ومنها إلى الأمعاء الدقيقة بغرض هضم الطعام هضما جيدا.
كما أن النبات يدعم عمل الحويصلة المرارية، ويمنع أو يحد من تكون الحصوات المرارية داخل المرارة، كما أنه مفيد فى هضم الدهون المختلفة فى مواد الطعام الذى نستهلكه.
وخلاصة نبات ملك المر تمنع كثير من الأمراض التى تصيب الكبد والمرارة من جراء تناول بعض الأدوية التى لها تأثيرات جانبية غير مستحبة.
ومن المهم أن نذكر أن هناك أمر شائع بين الناس، وهو تناول مركب البارسيتامول paracetamol بأسمائه المختلفة، مثل (البنادول) وما على شاكلته، وأثر هذا المركب على المرارة هو إبطاء تدفق السوائل المرارية منها إلى المعدة، مما يؤدى إلى حدوث عسر لهضم الطعام واضح. ولكن عند تناول مستحضر معد من نبات ملك المر، فإنه يمنع هذا الأثر السيئ لمركب الباراسيتامول على القنوات المرارية، وبما يتفوق حتى على مستحضر السيلمارين فى هذا الشأن.
وفى حالات حدوث أمراض الكبد الحاد وما يصاحبه من تليف فى أنسجة الكبد، والذى قد ينتهى بغيبوبة حادة قد تفضي لاحقا إلى وفاة المريض، فإن الأطباء الهنود يستعملون خلاصة نبات ملك المر فى علاج مثل تلك الحالات الحرجة لوقف تدهور الحالة الصحية للمريض، وذلك بإعطاء المريض منقوع أو حتى مغلى عشبة نبات ملك المر، وحينها تتحسن الشهية عند المريض فى اليوم الخامس من تناولها، وما تلبث الصفراء فى العين والجلد إلا أن تتلاشى تدريجيا، وتنتهي تماما فى اليوم الرابع والعشرين من بدأ العلاج بتلك العشبة، كما أن الحمى المصاحبة ما تلبث إلا أن تزول عند اليوم السابع من العلاج فى المتوسط تقريبا. كما أن هناك دلائل أخرى معملية تؤكد على حدوث تحسن ملحوظ فى وظائف الكبد، وهذا مما يؤكد على أهمية تناول نبات ملك المر فى حالات التهابات الكبد الحاد متعددة المنشأ.
العشبة مفيدة لعمل الجهاز العصبى فى الجسم.
هناك الكثير من المركبات الكيميائية التى لا يمكنها أن تنفذ من خلال أغشية المخ إلى داخله. ومع ذلك ولحسن الحظ فإن خلاصة نبات ملك المر يمكن أن توجد فى أغشية المخ بتركيزات عالية، وخصوصا فى الحبل الشوكى الموجود داخل العمود الفقري. وهناك دراسات عدة بينت أن خلاصة العشبة لها تأثير مهدئ لعمل الجهاز العصبى.
أثر العشبة على أداء الجهاز التنفسي والرئتين.
نبات ملك المر مفيد فى حالات التهابات اللوزتين والحلق، والتهاب الشعب الهوائية، والتهاب الرئتين الحاد، وقد تصل نسبة الشفاء لهؤلاء المرضى إلى 90 % استجابة لهذا النوع من العلاج. والعشبة تصلح أيضا فى معالجة مرضى السل، حيث أن العلاج المعتمد لمثل هذا المرض هو دواء الرافمبسين rafampin. والذى قد يؤدى فى النهاية إلى موت حوالى 22.5 % من مرضى السل فى نهاية المطاف.
بينما عند استعمال خلاصة نبات ملك المر - andrographolide - فى صورة محلول طبى معقم معد للحقن فى الوريد بتركيز 2.5 % أى بجرعات ما بين 50 إلى 80 مج / كيلو جرام من وزن الجسم، ولكل يوم، ولمدة شهرين متواليين، وذلك مع تناول دواء الرافمبسين rafampin. فإن النتيجة مشجعة حيث تنخفض نسبة الوفيات بين مرضى السل إلى 8.6 % بدلا عن 22.5 %.
الأثر الدوائى لتناول العشبة على بعض الأمراض الأخرى.
للعشبة تأثير قوى على مرض الليبتوسبيروسيس – وهذا المرض سببه ميكروب Leptospira interrogens – الذى ينتقل إلى الإنسان عن طريق بعض الحيوانات، وأعراض هذا المرض هو وجود حمى مرتفعة، وتقرحات فى الجسم من أنزفة ظاهرة فيها، كما أنه يؤثر على الجهاز العصبى المركزى ويصيبه بالخلل، مع حدوث صفرة واضحة بالجسم، وهؤلاء المرضى يتماثلون إلى الشفاء بنسبة 80 % بعد تناولهم خلاصة نبات ملك المر، فى صورة أقراص جاهزة للاستعمال.
مرضى التهاب الكبد الوبائى من النوع (A) يتماثلون إلى الشفاء بعد شرب منقوع عشبة ملك المر بمعدل 40 جرام كل يوم، ولمدة 24 يوما، حيث تختفى صفرة ملتحمة العين، ويتحسن لون البول، حتى يعود طبيعيا كما كان، وتتحسن الشهية وتعود كما كانت بشكل طبيعى.
علاج التهاب حوض الكلية، خصوصا إذا نجم عن وجود نوعا ما من البكتريا المسببة لذلك.
ومقارنة علاج حوض الكلية الملتهب بخلاصة نبات ملك المر، مع الدواء التقليدى لعلاج مثل تلك الحالة النيتروفيورانتوين nitrofurantoin. وجد أن خلاصة العشبة لها نفس التأثير العلاجى، مع الفرق بأن المضاعفات منها تعتبر معدومة تماما، وبل وأكثر أمنا على صحة المريض.
هناك أنواع خطيرة من السرطان تصيب المشيمة مثل - الكوريوإبسيلوما Chorioepithelioma – والتى تعتبر من السرطانات الخطيرة على الإطلاق، حيث تطلق براعم لها تنتشر فى أعضاء الجسم المختلفة، مثل الرئتين، والكبد، والمهبل، وفى أجزاء أخرى من الحوض. ووجد أن خلاصة نبات ملك المر لها أثر علاجى على مثل هذا النوع من الأورام السرطانية.
أورام المستقيم السرطانية، يمكن علاجها بأخذ مستخلص العشبة وذلك بغلى 100 جرام من العشبة الجافة مع 4 أكواب من الماء، حتى يصير الحجم إلى كوب واحد من المستخلص، ثم يضاف إليه 10 مل من خل التفاح، وبعد أن يصبح المحلول فاترا فى درجة حرارة 40 درجة مئوية، يمكن تقطير هذا المحلول داخل الشرج بحمام سيتز sitz bath. وعلى مدى 40 دقيقة، ويكرر ذلك مرتين فى اليوم، ولمدة من 10 – 14 يوم.
كما أن هناك أمراض أخرى يجدى فيها العلاج بخلاصة نبات ملك المر أما لوحده أو مع الأدوية الأخرى التى تفيد فى هذا الصدد، ومن ضمن تلك الأمراض، إلتهاب الأذن الوسطى، الجذام، التهاب المهبل، الأكزيما الجلدية، الجديرى الكاذب، والنكاف أو التهاب الغدة النكافية، وعضات الثعابين.
موانع الإستعمال والمحاذير فى استعمال العشبة.
فى تطبيقات الطب الصينى التقليدى، وطبقا لاستعمالات نبات ملك المر فى الهند وتايلاند، فإن تناول العشبة يعتبر مأمون العاقبة. ولكن ربما قد يحدث بعض الدوخة، وسرعة ملحوظة فى ضربات القلب عند البعض من المرضى. لذا يلزم الحذر.
ويبقى أن نعلم أن العشبة لها خواص مضادة للخصوبة فى كل من الرجل والمرأة كما تم شرح ذلك من قبل. وربما يكون تناول العشبة مصحوب بنوع من التحسس فى الجلد عند البعض، أما تناول العشبة بجرعات عالية فهو أمر يجب تجنبه فى كل الأحوال