أعني بالشجاعة القدرة على تحمل المسؤولية و المبادرة و مواجهة في حدود الإمكانيات الحقيقية للشخص، و من الممكن تقسيم الشجاعة إلى شجاعة فكرية
و شجاعة حركية.
- تتجلى الشجاعة الفكرية
في القدرة على التفكير خارج الصندوق ( تفكير إبداعي أو تفكير نقدي ) و القدرة على اتخاذ القرار بالوقوف مع الحق لا مع الذات السفلى ( الأنانية و الشهوات ) ؛
فكثير من الناجحين و المؤثرين غيروا مواقفهم و آراءهم بعد أن تبين لهم الحق مثل السحرة مع سيدنا موسى عليه السلام
و كذلك الإمام الشافعي رحمه الله عند تغييره لفقهه مع سفره من العراق لمصر،
و كثير من الناجحين الذين نعايش هم قادرين على اتخاذ القرار و التقدم بمسؤولية و مبادرة قل نظيرها ،
يدخل ضمن الشجاعة الفكرية القدرة على المبادرة و خلق أفكار جديدة ؛
ولعل ما نشهده اليوم من تهاوي للشركات الضخمة و ظهور قوي لشركات بدأت بشباب فكر خارج الصندوق مثل مؤسس الفيس بوك أ مؤسسي يوتوب و الكثير من المشاريع التي بدأت بحلم و فكرة إبداعية ،
و العكس بالنسبة لشركة مثل IBM التي كانت مسيطرة على سوق الإلكترونيات و البرامج إلى أن تراجعت قدرتها على الإبداع ؛ فظهرت شركة صغير اسمها ماكنتوش لم تبدي لها IBM أي اهتمام لكن هذه الشركة أبدعت لتصبح الشبح الذي يطارد IBM إلى اليوم ليس هذا فقط بل ظهرت شركة أخر ى للبرمجيات اسمها مايكروسوفت استطاعة السيطرة على أكثر من 90% من سوق البرمجيات ،
وهكذا أصبحت رائدة الإلكترونيات محصورة في الزاوية بسبب ضعف قدرتها على الإبداع –
شجاعة فكرية - .
من الشجاعة الفكرية اتخاذ المواقف انطلاقا من المبادئ و الأخلاق و بعيدا عن المصالح الشخصية الضيقة في المدى العدد ،
وهذه قصة حقيقية
لأحد المديرين للفنادق الدولية حيث انه كان يعمل بأحد الفنادق العالمية و التي من ضمن خدماتها توفير المشروبات الكحولية للزبائن ، عان صديقنا كثيرا من تأنيب الضمير و القلب معا ، ضميره يكلمه فيقول :
الرزق على الله ؛ فالله الرازق و الإنسان إما يحلله أو يحرمه و يجيب قلبه فيقول:
إنك تقتلني بكثرة الذنوب ،أخد صديقنا أخيرا القرار بترك العمل و بينما هو منكب على كتابة الاستقالة إذا بالهاتف يرن أجاب صديقنا على الهاتف فإذا بالمدير العام لمجموعة الفنادق يكلم صديقنا و يطلب منه أن يدير فرع المجموعة بالسعودية ، وطبعا هذا الفرع لا يقدم المشروبات الكحولية ، و للعلم فصديقنا مازال يدير الفندق إلى غاية سماعي لهذه القصة.